التعدين في السعودية

تم النشر بتاريخ 15.5.2025

التعدين في السعودية: ركيزة الاقتصاد الوطني ومستقبل الاستثمار

التعدين في السعودية: ركيزة الاقتصاد الوطني ومستقبل الاستثمار

تُعد المملكة العربية السعودية واحدة من أبرز الدول في قطاع التعدين على مستوى العالم، حيث يشكّل هذا القطاع الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني بعد النفط والبتروكيماويات، ويحتل مكانة محورية في رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز التنمية المستدامة510.

مقدمة عن التعدين في السعودية

بدأت مسيرة التعدين في المملكة منذ ثلاثينيات القرن العشرين، عندما وجّه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أولى البعثات الجيولوجية للبحث عن المعادن، لتتوالى بعدها الاكتشافات والتطورات التنظيمية، وصولاً إلى تأسيس شركة التعدين العربية السعودية “معادن” عام 1997، وصدور أول نظام للتعدين في ستينيات القرن الماضي710.

أهمية قطاع التعدين في الاقتصاد السعودي

  • يشكّل قطاع التعدين أحد المحاور الأساسية في استراتيجية المملكة لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، حيث تستهدف زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 240 مليار ريال بحلول عام 203058.

  • ارتفع الناتج المحلي للقطاع بنسبة 87.5% بين 2017 و2023، من 64 مليار ريال إلى أكثر من 120 مليار ريال8.

  • تحتضن السعودية أكثر من 48 نوعًا من المعادن، بينها 15 معدنًا يُمكن استغلالها اقتصاديًا، وتُعد المملكة من أكبر الدول عالميًا في احتياطيات الفوسفات والتنتالوم والذهب710.

الموارد المعدنية في المملكة

تتميز السعودية بتنوع ووفرة ثرواتها المعدنية، ومن أبرزها:

  • الذهب: تمتلك المملكة أكبر احتياطي في الشرق الأوسط (323.1 طنًا في 2022)، وتنتج سنويًا مئات آلاف الأوقيات7.

  • الفوسفات: تحتل مكانة متقدمة عالميًا في احتياطيات الفوسفات، ما يعزز دورها في الصناعات الزراعية والكيميائية7.

  • البوكسيت والألومنيوم: تملك احتياطات ضخمة من خام البوكسيت، وتُعد من المنتجين الرئيسيين للألومنيوم في المنطقة79.

  • النحاس والزنك والمعادن الصناعية: تشمل الثروات أيضًا النحاس، الزنك، الفضة، المغنيسيوم، الكاولين، وغيرها من المعادن الصناعية الهامة للصناعات التحويلية والتكنولوجية78.

تطور التشريعات والبنية التحتية

  • أطلقت المملكة الاستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات المعدنية عام 2017، والتي ترتكز على تطوير المعرفة الجيولوجية، وتحديث قاعدة البيانات الوطنية، وتعزيز الاستكشاف، وتسهيل إجراءات المستثمرين5.

  • تم تحديث القوانين والتشريعات المرتبطة بالتعدين لتسهيل عمليات الاستكشاف والتطوير وضمان استدامة واستقرار القطاع8.

  • تحتل السعودية المرتبة الثانية عالميًا في سرعة منح الرخص التعدينية، وتُعد ضمن أفضل 10 دول في السياسات المالية للتعدين58.

الشركات الرائدة في قطاع التعدين السعودي

  • شركة التعدين العربية السعودية (معادن): تأسست عام 1997، وتُعد من أسرع شركات التعدين نموًا عالميًا، حيث تدير 17 منجمًا وموقعًا وتصدر منتجاتها إلى أكثر من 30 دولة69.

  • تصنّف “معادن” ضمن أكبر 10 شركات تعدين في العالم من حيث القيمة السوقية، وتعمل في مجالات الذهب، الفضة، الفوسفات، الألومنيوم، والمعادن الصناعية9.

  • تدير الشركة 7 مناجم ذهب ومنجم نحاس ومشروعات فوسفات وألومنيوم، وتوظف أكثر من 8,000 موظف69.

مبادرات حكومية واستثمارات ضخمة

  • أطلقت وزارة الصناعة والثروة المعدنية 38 مبادرة لتطوير القطاع، وتهدف إلى جذب استثمارات ضخمة تقدر بمليارات الدولارات58.

  • تم إصدار 23 رخصة تعدينية جديدة في يناير 2025 وحده، ما يعكس النشاط المتزايد في القطاع4.

  • ارتفع عدد الشركات العاملة في التعدين من 6 شركات إلى 133 شركة خلال ثلاث سنوات، بفضل السياسات الداعمة والبنية التحتية المتطورة8.

رؤية السعودية 2030 ودور التعدين

  • يُنظر إلى قطاع التعدين كأداة رئيسية لتحقيق أهداف رؤية 2030، حيث يسعى إلى الاستغلال الأمثل للثروة المعدنية، وتوليد الوظائف، وتنمية القدرات البشرية الوطنية51011.

  • تستهدف المملكة زيادة الناتج المحلي لقطاع التعدين إلى 75 مليار دولار، وطرح 50 ألف كيلومتر مربع من الأحزمة المتمعدنة للاستكشاف، خصوصًا في منطقتي عسير ووعد الشمال1011.

  • تركز الحكومة على البحث والتطوير واستقدام التقنيات الحديثة لضمان استدامة البيئة وزيادة الإنتاجية8.

التحديات والفرص المستقبلية

  • من أبرز التحديات التي تواجه القطاع: التنافسية العالمية، متطلبات الاستدامة البيئية، الحاجة لتطوير الكفاءات الوطنية، وجذب الاستثمارات النوعية8.

  • في المقابل، يوفر القطاع فرصًا استثمارية واعدة في المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات الرقمية والتكنولوجية، ويُعد محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي المستدام810.

خاتمة

يمثل التعدين في السعودية قطاعًا استراتيجيًا واعدًا، يعزز من مكانة المملكة الاقتصادية عالميًا، ويفتح آفاقًا واسعة للاستثمار والتنمية. ومع الدعم الحكومي المستمر، وتحديث الأنظمة، وتكامل البنية التحتية، يُتوقع أن يواصل قطاع التعدين نموه ليكون أحد أعمدة الاقتصاد السعودي في العقود القادمة، مسهمًا في تحقيق أهداف رؤية 2030 وتنمية المجتمع والاقتصاد الوطني بشكل مستدام5810.